أصبح الذكاء الاصطناعي قوة مهيمنة في عالم التكنولوجيا، حيث يتميز كل هاتف رائد جديد تقريبًا بميزات الذكاء الاصطناعي. مع استمرار تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في التقدم بسرعة، فليس من المستغرب أن تبدأ السلطات في إيلاء المزيد من الاهتمام لهذا القطاع.
في الآونة الأخيرة، أصدر مسؤول مكافحة الاحتكار بوزارة العدل تحذيرًا صارمًا لشركات التكنولوجيا المشاركة في الذكاء الاصطناعي. أكد مساعد المدعي العام جوناثان كانتر على أهمية التعويض العادل للفنانين والفنانين والمبدعين في النظام البيئي للذكاء الاصطناعي. وأوضح أن الشركات التي تنتهك قوانين مكافحة الاحتكار قد تواجه إجراءات تنظيمية.
وفي مؤتمر عقد في جامعة ستانفورد، وحضره باحثون ومديرون تنفيذيون ومسؤولون حكوميون في مجال الذكاء الاصطناعي، سلط كانتر الضوء على التأثير الاقتصادي لأنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل ChatGPT من OpenAI وGemini من Google. وأثار مخاوف بشأن كيفية قيام شركات الذكاء الاصطناعي بتعويض المبدعين عن عملهم.
إن مسألة التعويض العادل للمبدعين أمر بالغ الأهمية. ما هو الحافز الذي سيحصل عليه الكتاب والصحفيون والفنانون وغيرهم من المبدعين إذا تمكن الذكاء الاصطناعي من استخراج أعمالهم دون تعويض مناسب؟ إنه مصدر قلق صحيح يجب معالجته داخل الصناعة.
واجهت شركات الذكاء الاصطناعي مثل OpenAI وMicrosoft دعاوى قضائية من كيانات مختلفة مثل المؤلفين ومنافذ الأخبار لاستخدام الأعمال الإبداعية دون إذن. كما تورطت هوليوود وصناعة الترفيه في نزاعات مع شركات الذكاء الاصطناعي حول حقوق الملكية الفكرية.
وفي حين أن وزارة العدل لم تعلن عن اتخاذ إجراءات فورية ضد شركات الذكاء الاصطناعي، فقد أوضح كانتر أنها تراقب عن كثب التطورات في الصناعة. اتخذ كانتر، الذي عينه الرئيس بايدن، موقفا قويا ضد الممارسات المناهضة للمنافسة في قطاع التكنولوجيا، حيث رفع دعاوى قضائية ضد اللاعبين الرئيسيين مثل أبل وجوجل.
ومع استمرار الذكاء الاصطناعي في تشكيل مشهدنا التكنولوجي، فمن الضروري أن تعمل الشركات بشكل أخلاقي وأن تضمن التعويض العادل للمبدعين. يؤكد التدقيق الذي تجريه وزارة العدل على صناعة الذكاء الاصطناعي على أهمية دعم قوانين مكافحة الاحتكار وحماية حقوق الملكية الفكرية في هذا المجال سريع التطور.