يتصدر الصدام الاقتصادي المستمر بين الولايات المتحدة والصين عناوين الأخبار، خاصة في صناعة الرقائق. أثار إصدار شركة هواوي لسلسلة هواتف Mate 60 العام الماضي ضجة كبيرة على مستوى العالم، مما أزعج المسؤولين الأمريكيين بشكل خاص. وذلك لأن هاتف Mate 60 كان أول هاتف 5G من هواوي منذ سلسلة Mate 40. وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على شركة Huawei سابقًا، ولم يُسمح لها إلا باستخدام الإصدارات المعدلة من شرائح Snapdragon من Qualcomm لهواتفها الرئيسية.
في الآونة الأخيرة، ظهرت تقارير تشير إلى أن إدارة بايدن تكثف الضغط على شركة تصنيع الرقائق الصينية الخاضعة للعقوبات، SMIC (الشركة الدولية لتصنيع أشباه الموصلات). ويخطط المسؤولون الأمريكيون لتقييد مصنع SMIC الأكثر تقدمًا من تلقي المزيد من الواردات الأمريكية بسبب إنتاجه لرقائق متطورة لخط Huawei Mate 60.
وفي تطور آخر، أفادت التقارير أن شركتي Samsung وSK Hynix، المعروفتين باسم "الشركتين الرائدتين في صناعة شرائح الذاكرة في العالم"، قررتا وقف بيع معداتهما المستخدمة في صناعة الرقائق. ويأتي هذا القرار كإجراء احترازي لتجنب الانتهاكات المحتملة لضوابط التصدير الأمريكية على الصين والعقوبات الغربية على روسيا. اختارت الشركات الكورية الجنوبية مثل Samsung وSK Hynix تخزين أجهزتها المستعملة في المستودعات بدلاً من طرحها في السوق الثانوية.
وحتى الأجهزة القديمة، التي يصل عمر بعضها إلى عشر سنوات، من الممكن تجديدها وتكوينها لإنتاج رقائق متقدمة إذا انتهى بها الأمر في الأيدي الخطأ. ولمنع أي تداعيات محتملة من اللوائح الأمريكية، تتخذ شركات تصنيع الرقائق الكورية خطوات لضمان الامتثال. على الرغم من أن SK Hynix بدأت في بيع بعض الآلات مرة أخرى بسبب قيود التخزين، إلا أنها لا تزال تمتنع عن بيع المعدات الأمريكية الصنع مثل مطاحن الويفر وآلات النقش.
بعد إصدار هاتف Mate 60 Pro العام الماضي، تم اكتشاف استخدام شريحتي ذاكرة من SK Hynix في الجهاز: شريحة ذاكرة الوصول العشوائي LPDDR5 بسعة 12 جيجابايت وشريحة ذاكرة NAND بسعة 512 جيجابايت. من الواضح أن التطورات في صناعة الرقائق لا تزال تتأثر بالتوترات الجيوسياسية بين اللاعبين الرئيسيين مثل الولايات المتحدة والصين وكوريا الجنوبية.